يعد موقع يوتيوب كنزا غنيا لمن يريد البرهنة على "فشل تطبيقات وألعاب الواقع الافتراضي"، حيث يتم بث فيديوهات كثيرة مضحكة ومسلية في بعض الأحيان، ومؤلمة في كثير من الأوقات لتعثر المستخدمين، وهم يرتدون نظاراتهم ثلاثية الأبعاد المستخدمة في عوالم الواقعية الرقمية، وسقوطهم بشكل محرج، أو اصطدامهم بالجدران أو حتى الأشخاص من حولهم.
وقد أثارت هذه الفيديوهات ضحك الملايين من المشاهدين حول العالم، وقد أصبحت أيضا مجالا للبحث والتنقيب بالنسبة للعلماء.
وفي هذا السياق، قام باحثون من جامعة كوبنهاغن بالبحث والتقصي لمعرفة المزيد عن أسباب "فشل الواقع الافتراضي" ومتى ولماذا تسير الأمور بشكل خاطئ للمستخدمين في العوالم الافتراضية.
كما تستخدم أنظمة الواقع الافتراضي أجهزة خاصة تعمل في بيئات متعددة لإنشاء صور واقعية، إضافة إلى المؤثرات الأخرى التي تحاكي الوجود الفعلي للمستخدم في بيئة افتراضية، وتتيح أدوات الواقع الافتراضي للمستخدم أن يتنقل في البيئة الرقمية من خلال تفاعله مع الميزات أو العناصر الافتراضية المختلفة.
بيئة جديدة ومختلفة
تقول الدكتورة أندريا أناماريا موريسان من قسم علوم الحاسوب في جامعة كوبنهاغن والمشاركة في الدراسة، "نظرا لأن تطبيقات الواقع الافتراضي أصبحت أقل ثمنا وأكثر شيوعا واستخداما بين الناس الآن، فقد لاحظنا أن هذه التكنولوجيا أصبحت تستخدم في بيئات لم يتم أخذها بعين الاعتبار أثناء تصميمها".
وتوضح أنه "على سبيل المثال، فإن كثيرا من تطبيقات الواقع الافتراضي تم تصميمها في الأصل للاستخدام في قاعات ومراكز خاصة بها، ولم تصمم ليتم استخدامها في المنازل والشقق المزدحمة بالناس والحيوانات الأليفة، وقطع الأثاث المتناثرة هنا وهناك داخل البيوت كما يجري في كثير من الأحيان الآن، وهي الأماكن التي تجري بها أغلب حوادث الاصطدام والسقوط المؤلمة التي نشاهدها عبر يوتيوب".
المتصل والمنفصل
وتؤكد موريسان أن "الخوف هو أحد أكثر الأسباب المؤدية لمثل هذه الحوادث، فالشخص المتصل الموجود داخل الواقع الافتراضي يكون في حالة انفصال عن الواقع الحقيقي المحيط به، وعادة ما يكون منغمسا كليا في الأحداث التي تجري في واقعه المفترض، خصوصا إذا كان مندمجا تماما في إحدى الألعاب أو التدريبات الخطرة التي تثير الخوف والهلع، حيث تتطاير الأشياء داخل ذلك الواقع المفترض، ويتم الهجوم على المستخدم بغية إيذائه داخل التجربة أو اللعبة، ويتجلى الخوف في ردود الأفعال المبالغ فيها، والتي تأتي على شكل صراخ أو حركات جامحة غير منضبطة قد تنتهي بالسقوط أو الاصطدام بجدران الغرفة أو الوقوع المدوي من أعلى درجات المنزل".
تعليقات
إرسال تعليق